قال مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية، العميد زكي أكتورك، خلال الاجتماع الإعلامي الأسبوعي في الوزارة اليوم الأربعاء 31 من كانون الأول، إن أنقرة تتابع عن كثب مسار الاندماج في سوريا وفق مبدأ “دولة واحدة، جيش واحد”.
وأضاف أكتورك وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” أن الوزارة تواصل التعاون مع الحكومة السورية في إطار هذا المبدأ، مشيرًا إلى أن تركيا ستكون داعمة لأي خطوة تتخذها دمشق لتعزيز وحدة البلاد وسلامة أراضيها.
وحول التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا، أشار أكتورك إلى أن استمرار “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في المطالبة باللامركزية والفدرالية، وعدم اتخاذ خطوات للاندماج مع السلطات المركزية، يضر بوحدة واستقرار سوريا.
وأكد أكتورك أن تركيا تراقب عن كثب هذه العملية، مشيرًا إلى أن أي مبادرة تتخذها الحكومة السورية لتعزيز التوحيد ستلقى الدعم التركي.
وتأتي تصريحات أكتورك بعد لقاء وزير الدفاع التركي يشار غولر بوفد من وزارة الدفاع السورية على رأسه اللواء علي النعسان رئيس هيئة الأركان العامة، في العاصمة التركية أنقرة دون نشر تفاصيل أخرى عن مخرجات وموضوعات الاجتماع.
وكانت وزارة الدفاع التركية هددت “قسد” في أكثر من مناسبة بأنها إن لم تمضِ في تطبيق اتفاق 10 آذار والاندماج في المؤسسات العسكرية والأمنية السورية ستتخذ إجراءات تصعيدية ضدها.
كما طالب وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في 11 من تشرين الأول الماضي، “حزب العمال الكردستاني” وتفرعاته، خصوصًا في سوريا، بوقف ما وصفها بـ”أنشطته الإرهابية”.
وقال غولر حينها إنه “يجب على حزب العمال الكردستاني، وجميع المجموعات التابعة له أن يوقفوا فورًا جميع أنشطتهم الإرهابية”.
وأضاف أنه “يجب على جميع امتداداته التي تعمل تحت مسميات مختلفة، وفي مناطق جغرافية متعددة، وخصوصًا سوريا، أن يسلموا أسلحتهم فورًا، ودون قيد أو شرط”.
الحركة القومية: اتفاق 10 آذار يخدم مصلحة الجميع
من جهته، قال رئيس حزب “الحركة القومية التركي” (MHP) دولت بهجلي اليوم، إن ترسيخ الانسجام الداخلي والسلام والاستقرار في سوريا، عبر إنهاء حالة “الضبابية”، يشكّل مسألة حياة أو موت، ودعا “قسد” إلى الانخراط في اتفاق 10 آذار بدل الاستمرار بما وصفه “أدوارًا تخدم أجندات خارجية”.
وفي رسالة سياسية، اعتبر بهجلي أن بقاء “قسد” خارج مسار التفاهمات السورية يضر بأمن المنطقة، محذرًا من أن أي خطوات من شأنها تهديد أمن تركيا ودول الجوار ستكون لها “عواقب وخيمة” على القائمين عليها.
وأكد رئيس الحركة القومية أن تركيا لا تحتاج إلى مزيد من الصراعات، بل إلى علاقات مستقرة قائمة على السلام والاندماج، مشددًا على أن عام 2025 شهد تقدمًا في مسار “تركيا بلا إرهاب”، مع الانتقال من الشعارات إلى خطوات عملية.
الاتفاق انتهت مهلته
ومن المفترض أن مهلة اتفاق 10 آذار تنتهي اليوم الأربعاء 31 من كانون الأول، إلا أن الاتفاق لم يتم تطبيق بنوده بالكامل حتى الآن، ومن غير المعروف مصيره حتى لحظة تحرير هذا الخبر، إذ لم ينشر أي من طرفي الاتفاق أيّة تفاصيل بخصوص مستقبل المفاوضات.
وكانت “قسد” أعلنت تأجيل زيارة قائدها “مظلوم عبدي” التي كانت مقررة إلى دمشق في 29 من كانون الأول لأسباب فنية ولوجستية.
مصدر في وزارة الإعلام، فضل عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، كشف لعنب بلدي في 28 من كانون الأول، أن وزارة الدفاع السورية قدمت مؤخرًا مقترحًا رسميًا لـ”قسد” يستند إلى روح اتفاق 10 آذار، ويأخذ بعين الاعتبار خصوصيتها التنظيمية، عبر منحها فرصة للاندماج التدريجي في هيكلية الجيش السوري، وهو مقترح اطلع عليه الجانب الأمريكي أيضًا.
وبحسب المصدر، رفضت “قسد” مقترح الحكومة السورية، وقدمت مقترحًا بديلًا في 22 من كانون الأول الحالي، يقوم على تشكيل ثلاثة ألوية منفصلة لـ: مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والمرأة.
واعتبر المصدر أن هذا الرد يعكس رغبة “قسد” في الحفاظ على استقلالية تنظيمية خارج إطار الجيش السوري، وهو ما يتعارض مع جوهر اتفاق 10 آذار، وتقوم الحكومة السورية الآن بدراسة هذا المقترح بالإضافة إلى بعض المسائل المرتبطة بالملف.
وكشف المصدر لعنب بلدي أن هناك احتمالًا لعقد اجتماع مرتقب بين دمشق و”قسد”، لكن النقاش خلال هذا الاجتماع سيكون حول المقترح السوري أولًا وليس حول مقترح “قسد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى



0 تعليق