ثلثا اليمنيين بلا طعام.. الجوع يحاصر بلدًا كان سعيدًا

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تزامنًا مع استمرار الحرب على أرض اليمن، يطل الجوع بوجه "القبيح" على بطون اليمنيين، والتي باتت خاوية، تنتظر "لقمة عيش".

 

الموت من الجوع في اليمن، ليست رواية مبالغ فيها، لكنها حقيقة مرة، أراد العالم محوها من ذاكرة البشر، وكشفتها تقارير حقوقية.

 

ومع استمرار الحرب تبدو فرص النجاة قليلة أمام اليمنيين، فهناك أعداد كبيرة قد تلتحق بقوائم الموتى الذين قضوا في الحرب وفتكت بهم الأوبئة، وسط تحذيرات دولية وأممية من عواقب الجوع على اليمنيين.

 

وفي تقارير حقوقية جديدة، حذرت الأمم المتحدة أمس السبت من مجاعة في اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما لم يتم الحصول على تمويل فوري.

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسق الشؤون الإنسانية -في تغريدة على تويتر مصحوبا بفيديو- إنه ‏دون تمويل عاجل ستتوقف المساعدات المنقذة لملايين الأرواح باليمن في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يعرضهم لخطر المجاعة.

 

 

وأضاف المكتب أن هناك 20 مليون يمني حاليا يعانون من انعدام الأمن الغذائي (من أصل 30 مليونا)، وأضاف أنه "يجب إنقاذ ملايين الأرواح في اليمن، وعلينا التحرك الآن"، مشددا على أن الوضع لا يحتمل الانتظار.

 

ولفت المكتب إلى أن الأمم المتحدة قدمت مساعدات إنسانية لـ15 مليون يمني منذ ديسمبر 2019 حتى يوليو الجاري.

 

وفي الأول من يوليو الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أنها تسلمت 558 مليون دولار فقط من أصل مليار و35 مليون دولار تعهد بها المانحون قبل نحو شهر من ذلك التاريخ لدعم الاستجابة الإنسانية باليمن.

 

وذكرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز، أن حوالي 20 مليون شخص باليمن، يعانون انعدام الأمن الغذائي، يتلقى 13 مليون مساعدة غذائية، بينهم جميع الأطفال دون سن الثانية، وكذلك النساء الحوامل أو المرضعات.

 

وقبل أيام، حذرت منظمة "أوكسفام" الخيرية، من أن وباء كورونا قد يعمق أزمة الجوع في العديد من الدول بينها اليمن وسوريا والسودان.

 

 

وقالت إن عدد الوفيات من الجوع المرتبط بالوباء قد يبلغ نهاية العام قرابة 12 ألف وفاة يوميا، أي ربما ضعفي من سيقضي عليهم الوباء.

 

والسبت، أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في اليمن ارتفعت 12 ضعفًا منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات.

 

عبد العزيز العريقان، ناشط حقوقي يمني قال في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إن اليمن كله يحتاج للمساعدة وليس الأطفال وحدهم، اليمنيون يموتون من الجوع والفقر والمرض بسبب الحرب، فهم مجبرون على البقاء في بلدهم المحاصر من قبل التحالف والحوثي.

 

وأوضح أن غالبية من قتلوا في الحرب الدائرة منذ سنوات من الأطفال والنساء، وللأسف العالم كله يشاهد القتل والانتهاكات ولا يتحدث أحد، قائلا: الخليج والغرب من صالحهم استمرار الحرب في اليمن.

 

 

وتابع: الأطفال في بلدنا ضاعت فرحتهم بطفولتهم، فهم الآن مقاتلون زجت بهم جماعة الحوثي وميليشيات صالح في معارك ضارية في الشمال والجنوب وعلى الحدود مع السعودية، بعضهم مصيره مجهول ممن وقع في الأسر، والآخر بين قتيل وجريح، وما تبقى منهم يقاتل مع التحالف على الأرض في عدن وتعز وغالبية المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية.

 

ويقدر عدد سكان اليمن بنحو 30 مليون، ويشهد اليمن للعام السادس حربا عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80%من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

 

يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.

 

 

وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم.

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.

 

 

 

0 تعليق