في معركة إدخال المساعدات لسوريا.. روسيا تنتصر

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد 6 جلسات فاشلة، تبنى مجلس الأمن الدولي، السبت، قراراً لتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، لكن مع تقليص جديد لعدد معابر تطبيق الآلية فرضته روسيا، وهو ما يعتبر انتصارا لموسكو.

 

وتبنى المجلس بغالبية 12 صوتا من أصل 15، مقترحا ألمانيا بلجيكيا ينص على إبقاء معبر (باب الهوى) على الحدود التركية شمال غرب سوريا مفتوحا لمدة عام، بدلاً من نقطتي عبور كانتا مستخدمتين في السابق، وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان.

 

وتسمح آلية الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة دمشق، وهو ما تعتبره روسيا ينتهك السيادة السورية.

 

المواد الغذائية ومساعدات أخرى كانت تصل إلى الملايين من السوريين عبر نقطتين إلى محافظة حلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب، ولكن موسكو ترى أن المساعدات الإنسانية لابد أن تمر عبر دمشق، حتى لا تصل المساعدات إلى الأيادي الخطأ.

 

إلا أن الغرب يرى أن الحجج الروسية واهية، خاصة أنه لا يوجد بديل يتمتع بالمصداقية لهذه الآلية، بجانب أن البيروقراطية والسياسة السورية تمنعان نقل المساعدات بفعالية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

 

وتشدد الأمم المتحدة على أن توصيل المساعدات عبر تركيا "شريان حياة" للسوريين الموجودين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وبعد التصويت، تحدثت روسيا عن "نفاق" ألمانيا وبلجيكا في إجراء المفاوضات، وطلبت الصين من ألمانيا عدم إعطائها دروسًا.

 

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد دعا في وقت سابق السبت روسيا والصين في تغريدة إلى "الكف عن عرقلة التسوية".

 

ومع انقضاء التفويض الأممي، الجمعة، نتيجة عدم الوصول إلى اتفاق طوال أسبوع شهد محاولات فاشلة، سلمت ألمانيا وبلجيكا المكلفتان الشق الإنساني من الملف السوري في المنظمة، مقترحا نهائيا ينص على إبقاء نقطة عبور واحدة إلى سوريا بدل نقطتين.

 

ويشمل هذا الحل مقترحا عبرت عنه روسيا قبل عدة أسابيع لإلغاء نقطة باب السلام التي تؤدي إلى منطقة حلب شمال سوريا، ولإنقاذ جزء من الآلية، اضطر الغربيون إلى التراجع عن "الخط الأحمر" الذي وضعوه سابقا والمتعلق بإبقاء نقطتي عبور، وبذلك فرضت روسيا رغبتها على الغرب.  

 

وحذر رئيس برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي الشهر الماضي من أن سوريا تواجه مخاطر مجاعة واسعة أو موجة أخرى من النزوح، إذا لم يتوفر المزيد من المساعدات الإنسانية.

 

وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن نحو مليون سوري يواجهون نقصا حادا في الغذاء، وبعضهم يموتون من الجوع حاليا.

 

وفي تقرير صدر في أواخر يونيو، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس تمديداً لمدة عام للتفويض وإبقاء نقطتي الدخول على الحدود التركية، لمواجهة مخاطر الوباء الذي ينتشر في المنطقة.

 

وقامت موسكو، في يناير، بعد استخدام حق النقض (الفيتو) في نهاية ديسمبر، بتقليص آلية عبور الحدود من أربعة معابر إلى معبرين ولمدة ستة أشهر، ويتم تمديد الموافقة سنويا منذ تطبيقها عام 2014.

 

واستخدمت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الجاري مجددا الفيتو الثلاثاء والجمعة، وتتهمهما المنظمات غير الحكومية ودول غربية باستغلال هذا الوضع وبتسييس قضية إنسانية.

 

وخلال تصويت الجمعة، استخدمت روسيا حق النقض للمرة السادسة عشرة، والصين للمرة العاشرة ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.

 

وأدت الحرب إلى انهيار قيمة العملة السورية، وارتفاع فاحش لأسعار المواد الغذائية.

 

وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص، ونزوح 13.2 مليون شخص عن ديارهم، منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد في عام 2011.

0 تعليق