رأت صحيفة دي فيلت الألمانية، أَنَّ دول الاتحاد الأوروبي ترعى الأطراف المتحاربة في ليبيا؛ لأنَّ ذلك يخدم شركاتها النفطية، واصفة الموقف الأوروبي في دولة الحرب الأهلية بالفاضح والمخزي والذي يأتي على حساب المواطنين الليبيين والمهاجرين الأفارقة.
وأوضحت الصحيفة أَنَّ الرئيسين بوتين وأردوغان هما المستفيدان الوحيدان من الحرب الأهلية في ليبيا.
وبحسب التقرير، فإنَّ تحقيق حكومة الوفاق في طرابلس نجاحًا ضد قوات الجنرال خليفة حفتر، وتحول ميزان القوى في البلاد، يمكن أن يوفر الآن فرصًا جديدة للسلام في ليبيا، لكن من غير المؤكد، ما إذا كانت أوروبا ستسعى لنشر السلام في الدولة الممزقة منذ سنوات بسبب الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أَنَّ الدول الأوروبية تتدخل بشكل غير مباشر في الصراع الليبي دون استراتيجية منسقة، متجاهلة بذلك ما قد ينعكس عليها بالسلب على المدى الطويل جراء حرب ليبيا.
وفقًا للتقرير، فإنَّ ما ارتكبه الأوروبيون في ليبيا، يعتبر بمثابة فضيحة كبرى للسياسة الخارجية الأوروبية.
وأضافت الصحيفة: "منذ حوالي تسع سنوات، ساعدت بريطانيا العظمى وفرنسا الولايات المتحدة على الإطاحة بالحاكم الليبي معمر القذافي، بحجة بناء الديمقراطية، لكن هذه الدول العظمى تركت البلاد لنفسها ولعشرات المليشيات المسلحة، ولم تفعل أي شيء لفترة طويلة، وهذا أدى إلى تحول الصراع إلى حرب."
وأردفت الصحيفة: "عندما حدثت الفوضى العارمة في ليبيا ، اعترفت أوروبا بحكومة السراج، ثم تركته وحده، حتى اضطر رئيس حكومة الوفاق إلى الاعتماد على مساعدة قطر والرئيس التركي، اللذين يرتبطان بتعاطفهما للإخوان المسلمين، مما أدى إلى دعم فرنسا لخصم السراج، المشير خليفة حفتر."
وبعد مؤتمر ميركل، أطلق الاتحاد الأوروبي المهمة البحرية "إيريني"، التي من المفترض أن تمنع تسليم الأسلحة، ولكنها تستهدف في المقام الأول حكومة الوفاق، بحسب التقرير.
وخلصت الصحيفة إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تسمح لروسيا وتركيا بالسيطرة على دولة ليبيا، التي تعد بمثابة موقع رئيسي في سياسة الطاقة والهجرة الأوروبية، وهذا سيؤدي في المستقبل إلى زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي.
رابط النص الأصلي
0 تعليق