"جائحة كورونا" تطرق مسمارا في "نعش" صناعة الكتاب بالمغرب

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أيوب صدور من تطوان

الاثنين 25 ماي 2020 - 01:00

كان الكتاب ولا يزال حتى اليوم أهم أدوات الثقافة، رغم المنافسات الإلكترونية والبصرية الشرسة التي تواجهه، وقد ساهمت جائحة "كوفيد-19"، أكثر من أي زمن مضى، في تكريس تحديات فعلية أخرى أكثر حدة، تقف عقبة أمام انتشاره وتوزيعه واستهلاكه، ما يهدد الكيان الثقافي بالمغرب الراهن بالهشاشة والاندثار.

ولعل مجال الكتابة والنشر لا يعيش فقط أزمة قراءة فحسب، بل تطوقه، أيضا، أزمة شاملة تمتد من جوهر السياسات الثقافية إلى إشكاليات الطباعة والنشر والتوزيع والقراءة، بسبب سياسات سابقة وتداعيات جائحة "كورونا"، فما مآل صناعة الكتاب بعد الوباء المستجد؟

هذا السؤال نقلته جريدة هسبريس الإلكترونية إلى محمد ربيع بنعود، ناشر وكاتب عام اتحاد الناشرين المغاربة، الذي أوضح أن هذا السؤال هو محور اهتمام مجموعة من المتدخلين في صناعة الكتاب في بلادنا وكل البلدان العربية والغربية، لأن ما يحاصرنا مشترك كوني مرتبط بفيروس لعين استفحل في كل بقاع المعمور.

وأضاف الناشر ذاته: "لقد كانت لتفشي الوباء قوة موجبة لإقبار كل الأنشطة الثقافية واللقاءات والمعارض (كل هذه التظاهرات علقت لأجل غير مسمى)، ويدفعني إلى التساؤل عن كيفية تحمل تبعات ونفقات رزمة من العناوين التي تم إصدارها بالمواكبة مع المعرض الدولي للكتاب (معرض الدار البيضاء 2020؟). كتب وإصدارات وعناوين متنوعة كنّا نبتغي توزيعها عبر ربوع الوطن والمشاركة بها في معارض دولية خارج الوطن، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن".

وقال بنعود: "نحن هنا لا نسرد تساؤلاتنا بفعل التباكي والحسرة، كل ما في الأمر أننا نتساءل عما قد نواجهه في المقبل من الأيام، والذي قد يكون فاقة تزداد على أزمة القراءة، وتبيح طرق مسمار آخر في نعش الكتاب؛ ذلك النعش الذي بدأت تتعدد مساميره من تزوير للكتب وقرصنة، وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية التي تنتهك الملكية الفكرية وتنسف جهود دار النشر والتوزيع".

أما الآن في ظل هذا الوباء، "أصبح لزاما تجند كل من له غيرة على الشأن الثقافي وصناعة الكتاب، قصد البحث عن حلول قد توقف انهيارا محتملا لهذه الصنعة التي تزاحمها التكنولوجيا بطريقة رهيبة، من خلال تكثيف الجهود لجعل الكتاب في متناول القدرة الشرائية للقارئ، الذي نشاركه هم القدرة على الاقتناء، إضافة إلى همنا في التكلفة التي تكلفنا الإصدارات من ضرائب وطباعة وفريق عمل ونقل واكتراء المساحة بالمعارض".

ورهن محمد ربيع بنعود استمرار الكتاب المغربي في أداء دوره التربوي والإشعاعي والمعرفي، بالحفاظ على دور النشر بمرافقتها ودعمها، مناشدا الجهات المسؤولة والوصية على القطاع باتخاذ إجراءات وتدابير لمساعدة الناشر المغربي على تجاوز هذه المرحلة العصيبة، لأن هذا هو السبيل الوحيد لكي نعيد للكتاب هيبته ومكانته داخل الصرح المجتمعي.

0 تعليق