بوابة مصر الجديدة

طرطوس.. إعادة هيكلة وخطوط نقل جديدة لمعالجة الازدحامات

طرطوس – شعبان شاميه

تشهد شوارع وأسواق طرطوس أزمة مرورية، باتت تؤرق السكان وتصعّب التنقل داخل المدينة، خاصة في الأحياء التجارية والأسواق الرئيسة، مثل سوق “النسوان” وسوق “الهال” ومنطقة الكراج الجديد والمرفأ والطرق المؤدية إليه.

تعود أسباب هذه الأزمة إلى عدة عوامل مترابطة، أبرزها ازدياد عدد السيارات بشكل غير مدروس، إضافة إلى ضعف البنية التحتية (شبكة الطرق والممرات) وعدم جاهزيتها لاستيعاب الكثافة المرورية الحالية.

ما سبق دفع الجهات المعنية للتحرك لإعادة هيكلة خطوط النقل العام وتفعيل الإشارات المرورية، والبحث عن حلول لتنظيم حركة الشاحنات، إلا أن المشكلة مستمرة بسبب قلة التنظيم وندرة المواقف، وفق ما قاله مواطنون في استطلاع أجرته عنب بلدي.

أسباب وتحديات

الازدحام الحاصل في طرطوس حالها حال محافظات أخرى يعود بالدرجة الأولى إلى استئناف استيراد السيارات، ما خلق ضغطًا غير مسبوق على شبكة الطرق والمواقف، في ظل تدهور البنية التحتية، إذ إن الطرق والمواقف الحالية لا تستوعب هذا العدد الكبير من المركبات.

ورغم أن استئناف استيراد السيارات يشير إلى تحسن نسبي في بيئة الأعمال، وتزايد القدرة الشرائية لبعض شرائح المجتمع، فإن هناك تحديات حقيقية تتعلق بتدهور الطرق، وندرة المواقف، والضغط المتزايد على الوقود، وضعف خدمات الصيانة، إضافة إلى اختناقات مرورية، واحتمالات استنزاف متسارع للقطع الأجنبي في بلد يُعاني أصلًا من أزمات مالية مزمنة.

كما توجد مشكلات تنظيمية تتمثل باستخدام أسواق المشاة كمواقف (مثل سوق الهال)، وازدحام الطرق المؤدية إلى المرفأ والمنطقة الحرة بسبب حركة الشاحنات الكبيرة، كما أن غياب نظام نقل عام فعال يزيد من اعتماد المواطنين على سياراتهم الخاصة، بحسب ما قاله مواطنون لعنب بلدي.

كما تسهم لامبالاة بعض سائقي سيارات الأجرة، وهي تُركن في نسق ثانٍ بانتظار الزبون، إضافة إلى تجاوزات أصحاب الدراجات النارية وبعض العربات، بزيادة هذه الاختناقات ورفع المخاطر على المشاة، الذين يضطرون أحيانًا للسير بعيدًا عن الأرصفة لانشغالها.

ويطالب السكان باستمرار بإعادة هيكلة النقل العام، وتنظيم الخطوط، وتفعيل الشكاوى لتحسين الخدمة، إضافة إلى أهمية قيام المحافظة بجولات ميدانية لتنظيم حركة الشاحنات حول منطقة المرفأ.

كما أن إعادة تشغيل إشارات المرور لضبط الحركة، والنظر في صيانة وتطوير الجسور ومراكز الانطلاق، يسهم إلى حد كبير بتخفيف الازدحام الحاصل، وفق إفادات رصدتها عنب بلدي.

خطة “متكاملة” لتنظيم النقل ومعالجة الاختناقات

القائم بمهام تسيير أعمال المؤسسة العامة لنقل الركاب في طرطوس، محمد بكور، قال لعنب بلدي، إن المؤسسة تعمل على خطة متكاملة لتنظيم قطاع نقل الركاب، ومعالجة الاختناقات المرورية داخل مدينة طرطوس وعلى محاور الريف، بما يسهم في تسهيل حركة النقل اليومية وتحسين مستوى الخدمة.

وجاءت الخطة، بحسب بكور، استجابة للحاجة المتزايدة لتنظيم نقل الركاب وضبط آلياته بما يخدم مصلحة المواطنين والسائقين على حد سواء.

وأضاف بكور أنه جرى تنظيم عملية نقل الركاب وتوزيع السيارات على الخطوط المختلفة بطريقة مدروسة، بما يضمن انسيابية الحركة ومرونة النقل، ويحدّ من الازدحامات والاختناقات الحاصلة في عدد من النقاط الحيوية داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية إلى الريف.

تعرفة “عادلة” وخطوط نقل داخلي إضافية

لفت بكور إلى أنه تم تحديد تعرفة الخطوط بشكل دقيق، إذ جرى “إصدار تعرفة عادلة ومنصفة تراعي الظروف المعيشية للمواطنين من جهة، وتحقق التوازن المطلوب للسائقين من جهة أخرى”، بما يسهم في استقرار قطاع النقل والحد من المخالفات المتعلقة بالأجور.

وأوضح بكور أنه تم الاستناد في إصدار التعرفة إلى طول الخط ووعورته، وسعر المحروقات وتكاليف إضافية تخصّ السائقين.

وأطلقت “المؤسسة” خلال هذا العام خطوط نقل داخلي جديدة داخل محافظة طرطوس، وفق بكور، بهدف تأمين تنوع أكبر في وسائل وخيارات نقل الركاب، وتخفيف الضغط عن الخطوط المزدحمة، بما يصب في مصلحة المواطنين ويساعد في تحسين جودة الخدمة.

تفعيل الشكاوى وتطوير مركز الانطلاق

بحسب بكور، جرى تفعيل آلية للشكاوى في إطار تعزيز التواصل مع المواطنين، إذ تم تخصيص رقم خاص لاستقبال شكاوى ومقترحات المواطنين المتعلقة بواقع نقل الركاب، الأمر الذي أتاح للمؤسسة متابعة الملاحظات بشكل مباشر والعمل على معالجتها وفق الإمكانات المتاحة.

وتابع أن إدارة مركز الانطلاق حظيت باهتمام خاص، إذ جرى العمل على إدارتها بفعالية وكفاءة أعلى، وتنظيم حركة الانطلاق والوصول، بما يسهم في تقليل الفوضى وتحسين زمن الانتظار وتنظيم حركة السير.

إزالة دوار “العلبي” و”البلدية”

قال بكور، إن سبب إزالة دوار “العلبي” (الشرطة العسكرية سابقًا) وسط مدينة طرطوس هو عملية تنظيم جديدة للسير بمبدأ “ساحة مفتوحة”، مع إضافة إشارة مرور رابعة من جهة الغرب وتأمين تشغيل الإشارات الضوئية دون انقطاع.

وبذلك ليس هناك داعٍ لوجود، بحسب بكور، طالما تم تشغيل الإشارات بشكل دائم، لا سيما وأن حجم الدوار صغير جدًا، لافتًا إلى أنه سيتم استكمال أعمال تأهيل الساحة بتوسيع المسارات والالتفافات، إضافة إلى إعطاء هوية جديدة للمكان من خلال إشارات المرور والدهانات الطرقية.

كما قام مجلس مدينة بانياس بإزالة دوار “البلدية” وسط المدينة، موضحًا أن نموذج التصميم الجديد الذي يجري العمل على تنفيذه يساعد في تخفيف الاختناقات المرورية، ويسمح برؤية أوسع لرواد الموقع ويلغي “التصاوين” و”الكتل البيتونية” فيه.

أخبار متعلقة :