حلب – محمد ديب بظت
لا تزال نوافذ الشؤون الطلابية في جامعة “حلب” تشهد ازدحامًا يوميًا، مع طوابير طويلة من الطلاب الذين ينتظرون ساعات لإنجاز معاملاتهم، في مشهد يتكرر منذ أسابيع، وسط شكاوى متزايدة من غياب بعض الموظفين أو مغادرتهم أماكن عملهم دون إشعار، ما يدفع الطلاب للعودة في اليوم التالي دون أن يطرأ أي تغيير على واقع الخدمة.
هذا الواقع لا ينعكس فقط على الوقت المهدور، بل يفرض أعباء إضافية على شريحة واسعة من الطلاب، ولا سيما المنقطعين أو المقيمين خارج مدينة حلب، الذين يضطرون للسفر من مناطق أخرى وتحمل تكاليف نقل وإقامة من أجل معاملة قد لا تنجز.
“الآداب”.. الأكثر ازدحامًا
تشهد كلية الآداب في جامعة “حلب” واحدة من أعلى نسب الازدحام على نوافذ الشؤون الطلابية، في ظل العدد الكبير من الطلاب المسجلين فيها، إلى جانب عودة أعداد ملحوظة من الطلاب المنقطعين عن الدراسة خلال السنوات الماضية، ما ضاعف الضغط على الدوائر الإدارية، خاصة خلال فترات إنجاز المعاملات المرتبطة بإعادة التسجيل وتثبيت الوضع الدراسي.
هبة العبد، طالبة في كلية الآداب، قالت لعنب بلدي، إن مراجعة الشؤون الطلابية تحولت إلى عبء نفسي ومادي، في ظل غياب التنظيم وعدم الالتزام بساعات الدوام.
وأضافت أن الطالب قد ينتظر ساعات ليفاجَأ بأن الموظف غادر أو أن النافذة أُغلقت، ما يضطره لتأجيل معاملته ليوم آخر، دون أي ضمان بأن الوضع سيتغير.
من جهته، قال أحمد الحسين، طالب في كلية التربية، إن المشكلة تتفاقم بالنسبة للطلاب القادمين من خارج حلب، إذ يتحملون تكاليف سفر مرتفعة في ظل أوضاع معيشية صعبة، ليصطدموا بواقع إداري غير منظم.
وبرأي أحمد، فإن غياب آلية واضحة أو جدول محدد لإنجاز المعاملات يجعل الطالب في حالة استنزاف دائم، دون معرفة متى سيتمكن من إنهاء إجراءاته.
ويطالب طلاب جامعة “حلب” إدارة الجامعة بالتدخل لوضع حد لما يصفونه بالاستهتار بمعاناتهم، من خلال ضبط دوام الموظفين، وتنظيم العمل داخل الشؤون الطلابية، وإيجاد حلول تخفف من الازدحام، سواء عبر زيادة عدد النوافذ أو اعتماد آليات تنظيمية أكثر فاعلية، بما يضمن حق الطالب في خدمة إدارية لائقة.
“الجامعة”: أعداد أكبر من الإمكانات
قالت رئاسة جامعة “حلب”، إنها تدرك حجم الضغط الحاصل على دوائر الشؤون الطلابية، ولا سيما خلال فترات الذروة المرتبطة بالتسجيل والامتحانات والمعاملات الأكاديمية، مرجعة أسباب الازدحام إلى العدد الكبير من المراجعين مقارنة بالإمكانات المتاحة حاليًا، إضافة إلى الظروف الاستثنائية التي مرت بها الجامعة خلال السنوات الماضية.
وأكد المكتب الصحفي لجامعة “حلب”، خلال حديث إلى عنب بلدي، أن أي غياب غير مبرر للموظفين أو مغادرتهم أماكن عملهم دون إشعار رسمي يعد مخالفة إدارية مرفوضة، ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف.
وبخصوص آليات الرقابة والمحاسبة، أوضح أن الجامعة لديها إجراءات إدارية تشمل متابعات دورية للدوام، وتقارير يومية من الإدارات المعنية، إلى جانب استقبال شكاوى الطلاب بشكل مباشر.
“أي موظف يثبت تقصيره أو استهتاره بحقوق الطلاب يحال إلى المساءلة وفق الأنظمة النافذة، بدءًا من التنبيه الخطي، وصولًا إلى عقوبات إدارية قد تشمل النقل أو الإعفاء من المهام في حال تكرار المخالفات”، بحسب المكتب الصحفي.
تقدير للمعاناة
فيما يتعلق بشكاوى الطلاب القادمين من خارج مدينة حلب، أشار المكتب الصحفي لجامعة “حلب” إلى تقدير الجامعة لمعاناة هذه الشريحة، ولا سيما في ظل الأعباء المادية والزمنية التي يتحملونها، مؤكدًا أن هناك التوجيهات للإدارات المعنية واضحة بضرورة إنجاز معاملات الطلاب بأسرع وقت ممكن، وعدم تكليفهم بالعودة المتكررة إلا في حال وجود نقص فعلي في الأوراق أو متطلبات لا يمكن تجاوزها قانونيًا.
وتابع أن العمل جارٍ على تعزيز التنسيق بين نوافذ الشؤون الطلابية للحد من حالات التأجيل غير المبرر.
كما كشف المكتب الصحفي عن خطة متدرجة لتحسين أداء دوائر الشؤون الطلابية وتخفيف الازدحام، تشمل إعادة تنظيم توزيع الموظفين خلال فترات الضغط، ودراسة زيادة عدد النوافذ المفتوحة عند الحاجة، والتحضير لاعتماد آلية مواعيد لبعض المعاملات، إلى جانب التوسع التدريجي في رقمنة الخدمات الطلابية بهدف تقليل المراجعات الحضورية.
الطالب، بحسب المكتب الصحفي، سيبقى في صلب اهتمام الجامعة، وأي إساءة أو تقصير بحقه مرفوض وغير مقبول، مشيرًا إلى أن ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي حيال موضوع الازدحام يؤخذ بجدية ويتم التعامل معه ضمن الأطر المؤسسية.
ولفت إلى أن التحسن في هذا الملف سيكون تدريجيًا، عبر خطوات عملية من شأنها أن تنعكس على واقع الخدمة المقدّمة للطلاب خلال الفترة المقبلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
أخبار متعلقة :