بوابة مصر الجديدة

بعد انتقادات حقوقية.. لجنة الدراما تنفي التصوير داخل السجون

نفت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا تصوير أعمال درامية أو سينمائية داخل سجون أو فروع أمنية ارتكبت فيها انتهاكات وتعذيب خلال حكم النظام السابق، من بينها سجن “صيدنايا” وفرع “فلسطين”.

وأكدت اللجنة، في بيان نشرته مساء الثلاثاء 16 من كانون الأول، أن بعض المعلومات المتداولة بشأن التصوير داخل تلك المواقع تفتقر إلى الدقة، موضحة أن التصوير اقتصر على محيط خارجي محدود تابع لأحد المواقع الإدارية لفرع “فلسطين”، وتحديدًا في الباحة الخارجية فقط، دون إجراء أي تصوير داخل أماكن كانت مخصصة للاعتقال أو التعذيب أو الاحتجاز، أو يمكن توصيفها قانونيًا أو حقوقيًا كمسرح جريمة.

وأثار استخدام الفروع الأمنية السابقة كمواقع تصوير لمسلسلات درامية جدلًا واسعًا، خاصة بعد تصوير مسلسل “عيلة الملك” في فرع “فلسطين”.

مخرج العمل محمد عبد العزيز، قال إن التصوير تم في باحة الفرع المذكور، وبحضور وإشراف قيادات وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، والمشرفين على الفرع في وقته الحالي، وجاءت التسهيلات ضمن محاكاة تحرير المعتقلين في سجون النظام السابق، كما أن اللجنة الوطنية للدراما سهلت المسائل الرقابية في مرحلة التحضير ومنح أذون التصوير وكل الأمور اللوجستية بتعاون لم يعهده سابقًا، بحسب تعبيره.

وبخصوص الفرع المذكور، أوضح في صفحته عبر منصة “فيسبوك“، أنه وجه بعدم التصوير بأقبية الاعتقال، وغرف التعذيب، والأماكن التي تعتبر شاهدًا على الإجرام والأرشيف، منوهًا إلى أن الصفحات الرسمية التابعة لوزارة الداخلية والإعلام واللجنة الوطنية والوسائل الإعلامية نبهت بموعد تصوير المشاهد لتحرير المعتقلين.

اللجنة شددت على أن مواقع الاحتجاز والتعذيب التي شهدت انتهاكات خلال عهد النظام السابق تُعد شواهد مادية حساسة، وتخضع لمعايير قانونية دولية صارمة تتعلق بحفظ الأدلة وصون الذاكرة الجمعية، مؤكدة التزامها الكامل بهذه المعايير وعدم السماح باستخدام هذه المواقع فنيًا أو إعلاميًا خارج الأطر القانونية والحقوقية المعتمدة.

الجهة المشرفة على العمل الدرامي والعاملون في القطاع يعملون وفق رؤية واضحة تقوم على الحفاظ على المواقع ذات الطابع الجرمي أو التوثيقي باعتبارها جزءًا من الذاكرة الوطنية والأدلة التاريخية، وعدم توظيفها بما يسيء إلى حقيقتها أو رمزيتها، بحسب تعبير اللجنة.

ودعت إلى ضرورة التحقق والتدقيق قبل نشر أو تداول أي معلومات تتعلق بهذه القضايا الحساسة، لما يترتب عليها من آثار قانونية وحقوقية وإنسانية، مؤكدة أن المعلومات غير الدقيقة قد تضر بالحق العام وبجهود التوثيق والمساءلة.

اللجنة تؤكد انفتاحها على التعاون الكامل مع الجهات الحقوقية والقانونية والمؤسسات الإعلامية المهنية الراغبة في التحقق من الوقائع، ضمن أطر قانونية واضحة وبأعلى درجات الشفافية، بحسب ما ورد في البيان، مشددة على أن العدالة الانتقالية وحفظ الذاكرة وصون الأدلة مسؤوليات جماعية لا تحتمل التسرع أو الاتهامات غير المستندة إلى وقائع موثقة.

وأعربت اللجنة عن تقديرها لمشاعر الحرص لدى السوريين والسوريات على حماية دلالات هذه المواقع واحترام رمزيتها بوصفها جزءًا من ذاكرة أليمة وحقوق غير قابلة للتصرف، معتبرة أن هذا الحرص يتقاطع مع النهج المعتمد في عملها.

انتقادات حقوقية

الخبير القانوني والمتخصص في مجال حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني، طالب بإيقاف العبث بما وصفه بـ”مسارح الجريمة”، معتبرًا أن الاستهتار والتشويه واللامسؤولية “بلغوا حدًا لا يُحتمل”.

وأوضح في صفحته عبر منصة “فيسبوك“، أن أماكن الاعتقال والسجون والمقار العسكرية تُعد “مسارح جريمة”، يجب الحفاظ عليها لاستقصاء الأدلة وتوثيقها، لا أن تتحول إلى مواقع للترفيه أو للإنتاج الفني والسينمائي.

وتساءل، “عن أي شكل من أشكال العدالة الانتقالية نتحدث في هذا البلد؟”، مضيفًا “حرام ما يحدث، والله حرام.. كرامة للضحايا وذويهم”.

ما المسلسل المصور في فرع “فلسطين”؟

مسلسل “عيلة الملك” ينتمي إلى فئة الدراما الاجتماعية، إذ تتشابك منعطفاته بقصص الصراع على السلطة والمال والنفوذ، كما يجمع قصة حب مستحيلة بين معتقلة سابقة وبطل شعبي يواجه شقيقه المتنفذ.

وتدور أحداث المسلسل في زمن معاصر، إذ ينطلق السرد من ظاهرة “الخاوات”، التي كانت تفرضها بعض الجهات الأمنية السابقة على تجار دمشق، بالإضافة إلى محور ثانٍ يعرض واقع العشوائيات من الداخل، بكل ما تحمله من تحديات وعقبات اجتماعية.

يشارك في بطولة مسلسل “عيلة الملك” عدد كبير من الفنانين السوريين، من بينهم: سلوم حداد، شكران مرتجى، نادين خوري، عبد الهادي الصباغ، لجين إسماعيل، جوان خضر، مديحة كنيفاتي، رنا ريشة، هدى الشعراوي، تيم عزيز وغيرهم.

العمل من تأليف ورشة درامية تضم: شادي كيوان، معن سقباني، ميادة إبراهيم، وتحت إشراف المخرج محمد عبد العزيز.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

أخبار متعلقة :