الأزهر قادم

المصرى اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اشترك لتصلك أهم الأخبار

يرفع الشيخ عبدالله رشدى شعار (الأزهر قادم)! عن نفسى أتمنى أن يتقدم الأزهر اليوم وليس غدا. لكن هل يعرف الشيخ رشدى أنه فى حال عودة الأزهر سيكتشف الناس أن ما يقوله فى مناظراته يتعارض مع ما كتبه علمائه الأجلاء!.

■ ■ ■ ■

عزلتى عن المجتمع جعلتنى متأخرا عما يضطرب من دوامات و(تريندات). لذلك لم أنتبه لظاهرة دعاة التجديد الذين أثاروا ضجة كإسلام البحيرى وأحمد ماهر عبده. حينما شاهدتهم ضايقنى أنهم أساءوا إلى الأئمة بغير داع، وكان انطباعى أنهم ليسوا حملة علم بل بضاعتهم قص ولزق. وكل ما قالوه معروف وقد قيل من قبلهم عشرات المرات.

وتصادف بعدها أن شاهدت للشيخ عبدالله رشدى مناظرات معهم. وتوقعت أن يسحقهم لا لشىء سوى أنهم فى أرضه وعلى ملعبه. لكن المدهش أننى تبينت أنه الآخر لا يعرف عما يتكلم، وسمعت منه أخطاء مدهشة عرفتها من قراءتى المتعمقة لكتب الشيخ أبى زهرة.

■ ■ ■ ■

ولأن الشيخ رشدى يهوى إحراج خصومه وإظهارهم بمظهر من لا يعرفون عما يتكلمون فإننى سأذكر له الأخطاء بالتحديد.

لقد دافع عن السنة بطريقة كيف سنصلى العصر أربع ركعات لو أنكرناها؟ ودافع أيضا بطريقة أن الصحابة الذين نقلوا السنة هم أنفسهم الذين نقلوا القرآن، فهل كانوا عدولا فى الثانية ولم يكونوا عدولا فى الأولى؟ واعتبر النسخ مفروغا منه! ودافع بشدة عن حجية أحاديث الآحاد.

وأنا والله لا أصدق ما سمعته. أمعقول أن داعية أزهريا لا يعلم أن السنة العملية تختلف كل الاختلاف عن المرويات! أمعقول أنه يخلط بين حجية سنة عملية متواترة نقلها ألف عن ألف عن رسول الله ولها حكم القرآن فى ثبوتها بقوليات هى فى أغلبيتها أحاديث آحاد (أو خبر الخاصة كما سماها الشافعى) وسع أهل القرون الأولى أن يجهلوا معظمها حتى عصر التدوين؟ هل يجهل رشدى أن البعض يعتبرون المتواتر لفظا هو حديث واحد (من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، والمتواتر معنى هو حديث واحد (إنما الأعمال بالنيات)! وهل يعلم أن الشيخ على الخفيف فى كتابه الثمين (أسباب اختلاف الفقهاء) قرر أن المتواتر لا يزيد على عشرة أحاديث!.

أليس عيبا والله أن أعرف أنا الطبيب الذى لم يتلق تعليما أزهريا أن حفظ القرآن اختلف تماما عن حفظ المرويات، بدءا من كتابة القرآن وتعهد الصحابة بحفظه فى وجود النبى ثم جمعه فى مصحف واحد بمجرد وفاة الرسول فيما حدث العكس بالضبط فيما يختص بالأحاديث!.

أمعقول أنه لا يدرى أن الشيخ أبا زهرة- ومن قبله الأصفهانى- رفض النسخ فى القرآن الكريم، وبسط أدلته التى يمكنه الرجوع إليها فى كتابه (زهرة التفاسير).

■ ■ ■ ■

انتهت مساحة المقال للأسف. (الأزهر قادم) ولكن أتمنى أن يكون قادما بعلماء يقرأون أولا ما كتبه العلماء السابقون.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    82,070

  • تعافي

    24,419

  • وفيات

    3,858

0 تعليق